على الرغم من تأكيد الصحف الإنجليزية لخضوع المصري محمد النني للكشف الطبي الخاص بنادي أرسنال قبل يومين، بل ونجاحه في إجتيازه، إلا أن الفرنسي أرسين فينجر المدير الفني للفريق رفض مجدداً التأكيد على الأمر.
رفض فينجر تأكيد الأمر أدى بمشجعي مدفعجية لندن للشك في إمكانية إتمام الصفقة، وذلك عبر عدد من مواقع التواصل الإجتماعي والمنتديات الخاصة بهم، في ظل عدم استخراج تصريح العمل الخاص بالنني في إنجلترا.
عدد من الأسباب سردتها جماهير أرسنال، كان أولها أن اللاعب مصري، أي أنه من خارج دول الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى التصنيف المتدني للمنتخب المصري في قائمة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، مع الإشارة للوائح الانتقالات الجديدة التي أقرها الاتحاد الإنجليزي مؤخراً.
وتبدو العلاقة بين الأسباب الثلاثة المذكورة أعلاه وعدم توقيع النني على عقود الانتقال إلى أرسنال -في ظل عدم تأكيد فينجر عن الصفقة- صحيحة، وهو ما يسرده يالاكورة في التقرير التالي.
ويجدر الإشارة أولاً إلى أن تصنيف المنتخب المصري حالياً هو 57 عالمياً، وأن قيمة صفقة انتقال النني إلى أرسنال قد تبلغ 7.4 مليون جنية أسترليني وراتبه الأسبوعي 60 ألف جنية أسترليني -حسب ما جاء في الصحف الإنجليزية-.
كيف بدأ الأمر؟
في مطلع عام 2015، طلب جريك دايك رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم عقد اجتماع بينه وبين كلاً من ممثلي عن أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، ونظراؤهم في فرق دوري الدرجة الأولى، إلى جانب رابطة اتحاد مدربي الأندية الإنجليزية ورابطة اللاعبين المحترفين.
وجاءت دعوة دايك بسبب رغبته في وضع أسس جديدة لتعاقد الأندية الإنجليزية مع اللاعبين، بهدف تحسين الجودة ومنح الفرصة للاعبين الإنجليز للمشاركة مع أنديتهم، معللاً الأمر بأربعة أسباب أعلنها عن طريق عدد من الإحصائيات التي قام الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بالإعلان عنها خلال الاجتماع.
ولكن، ما هو النظام السابق المسير للتعاقدات؟
في السابق، وضع الاتحاد الإنجليزي بند واحد فقط من أجل السماح لأي لاعب بالانتقال إلى أحد أندية البريميرليج، حيث كان ينص الشرط على:
- ضرورة مشاركة اللاعب في 75% فأكثر من مباريات منتخب بلاده الأول الدولية في آخر عامين، مع الوضح في الاعتبار وجود الاستثناء التالي.
ودائماً ما كانت الأندية الإنجليزية تستخدم هذا الاستثناء من أجل إبرام تعاقداتها نظراً لسهولته -وهو ما سنعرضه لاحقاً بدلالة رقمية من جريك دايك-، حيث ينص الاستثناء على:
- إذا لم ينطبق الشرط السابق على اللاعب المراد التعاقد معه، فبإمكان النادي الراغب في التعاقد معه تقديم استئناف إذا كان اللاعب معدل تصنيف منتخب بلاده بلائحة الفيفا خلال آخر عامين ضمن أفضل 70 مركز.
وكيف أقنع دايك الجميع بضرورة إجراء التعديلات؟
أعلن جريك دايك عن إحصائية رقمية دلل عن طريقها على ضرورة تغيير القواعد المتبعة للتعاقد مع لاعبين من خارج دول الاتحاد الأوروبي، وانقسمت هذه الإحصائية إلى أربعة أجزاء هم:
- 50% من اللاعبين لا ينطبق عليهم شرط التعاقد ولكن يتم قبول استئناءهم بناء على الاستئناف المقدم بحجة الشرط الاستئناثي.
- 79% من طلبات الاستئناف التي تقدمها الأندية يتم قبولها بسبب شرط الاستثناء.
- 55% من هؤلاء اللاعبين لا يشاركون في الحد الأدنى من المباريات مع أنديتهم الإنجليزية في البريميرليج "10 مباريات قبل أن يتم تخفيضها لخمس في الموسم الماضي".
-55% من هؤلاء اللاعبين يفشلون في الاستمرار مع أنديتهم، وبالتالي يتم الاستغناء عنهم عن طريق البيع أو الإعارة لأندية الدرجة الأولى.
وبالتالي نجح الاتحاد الإنجليزي ورئيسه في اقناع باقي الأطراف المتواجدة في الاجتماع بضرورة إجراء تعديلات على نظام التعاقدات أكثر صرامة وقوة، وتم تطبيقه بالفعل.
وما هو النظام الجديد؟
اعتمد الاتحاد الإنجليزي على ثلاثة بنود أساسية في نظامه الجديد للتعاقدات ليس من بينهم تواجد اللاعب في دوري أوروبي حالياً، مع الإشارة لما هو في صالح محمد النني قانونياً والعكس، وهم:
1- بند يتعلق بنسبة المشاركات في المباريات الدولية: "ليس في صالح النني"
أ- إذا كان منتخب اللاعب ضمن المراكز من الأول وحتى العاشر في تصنيف الفيفا، فمن الضروري مشاركة اللاعب في نسبة لا تقل عن 30% من المباريات الدولية في آخر عامين.
ب- إذا كان منتخب اللاعب ضمن المراكز من 11 وحتى 20 في تصنيف الفيفا، فمن الضروري مشاركة اللاعب في نسبة لا تقل عن 45% من المباريات الدولية في آخر عامين.
ج- إذا كان منتخب اللاعب ضمن المراكز من 21 وحتى 30 في تصنيف الفيفا، فمن الضروري مشاركة اللاعب في نسبة لا تقل عن 60% من المباريات الدولية في آخر عامين.
د- إذا كان منتخب اللاعب ضمن المراكز من 31 وحتى 50 في تصنيف الفيفا، فمن الضروري مشاركة اللاعب في نسبة لا تقل عن 75% من المباريات الدولية في آخر عامين.
ملاحظة: اللاعب الذي يبلغ من العمر 21 عام فأقل يتم احتساب نسبة مشاركاته الدولية مع منتخب بلاده في عام واحد فقط وليس أثنين.
2- بند الاستثناءات: "ليس في صالح النني"
أ- يتم تقديم استئناف من أجل التعاقد مع اللاعب الذي لم يشارك في المباريات الدولية لمنتخب بلاده في حسب النسب المذكورة أعلاه، بشرط أن يكون التصنيف الحالي لمنتخبه في الفيفا ضمن أفضل 50 مركز فقط.
3- لوحة الاستثناءات:
أراد الاتحاد الإنجليزي إضافة بعض من المرونة في لوائحه الجديدة، فقرر تصميم ما أسماه بلوحة الاستثناءات، والتي يتم النظر إليها في حال عدم القدرة على توفيق أوضاع الصفقات وفقاً للبندين الأول والثاني بفروعهما.
ويحق للناد الإنجليزي التعاقد مع اللاعب إذا نجح الأخير في الحصول على خمس نقاط فأكثر بناء على المعادلات البسيطة التي سيتم ذكرها أدناه.
أ- إذا كانت قيمة الصفقة بين أغلي 25% من الصفقات التي أبرمتها جميع أندية البريميرليج في آخر فترتي انتقالات، فإن اللاعب يحصل على ثلاث نقاط.
ب- إذا كانت قيمة الصفقة بين أغلى 50% إلى 75% من صفقات البريميرليج في آخر فترتي انتقالات، فإن اللاعب يحصل على نقطتين.
ج- إذا كان اللاعب سيحصل على راتب من ناديه الجديد "الإنجليزي"، مما سيجعله أعلى أجراً من 75% من بقية اللاعبين -بحد أقصى 30 لاعب-، فإن اللاعب يحصل على ثلاث نقاط.
د- إذا كان اللاعب سيحصل على راتب من ناديه الجديد "الإنجليزي" مما سيجعله بين الشريحة من 50% إلى 75% وسط بقية اللاعب -بحد أقصى 30 لاعب- فإن اللاعب يحصل على نقطتين.
هـ- إذا كان النادي الحالي للاعب متصدر لجدول ترتيب الدوري المحلي خلال الموسم الجاري في دولته، وشارك اللاعب في 30% فأكثر من المباريات، فإن اللاعب يحصل على نقطة واحدة.
و- إذا كان النادي الحالي للاعب يلعب في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، أو الدوري الأوروبي، أو كأس الليبارتادوريس، وشارك اللاعب في 30% فإكثر من المباريات، فإن اللاعب يحصل على نقطة واحدة.
الخلاصة
انتقال محمد النني إلى أرسنال متوقف حالياً على عدد النقاط التي سيحصل عليها من لائحة الاستثناءات، خاصة أن البندين الأول والثاني ليسا في صالح اللاعب المصري.
فبالرجوع للبند الأول، سنجد أنه على الرغم من مشاركة النني في أكثر من 75% من مباريات منتخب مصر الدولية الأخيرة، إلا أن تصنيف الفراعنة حالياً أقل من الترتيب رقم 50.
أما بالنسبة للبند الثاني، فلن يكون أرسنال في حاجة للنظر له بسبب تصنيف منتخب مصر المتدني، مع مشاركة اللاعب في أكثر من النسبة المطلوبة من المباريات الدولية.
ويبدو أن البند الثالث سيكون هو طوق النجاة لإتمام الانتقال، خاصة أن النقاط (ب - د - هـ - و) في صالح اللاعب المصري، مما سيجعله يحصل على ست نقاط ليتفوق على الحد الأدنى المطلوب في لائحة الاستثناءات.